تطلعات مستقبلية نحو تطوير القضاء الكنسي في أم الكنائس

مطرانية الروم الأرثوذكس / المركز الإعلامي

عمان، 30 حزيران 2020

 

تنفيذاً لتوجيهات صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين كيريوس كيريوس ثيوفلوس الثالث، ورؤيته الصائبة نحو نهضة الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية عامةً والمحاكم الكنائسية خاصةً، المستوحاه من إرادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم في تطوير القضاء في الأردن، ليكون رسالة عدالة للمجتمع المسيحي الأردني ولتلبية إحتياجاته وضمان راحته. لأن القضاء الكنسي جزء لا يتجزء من الوجود المسيحي في الأردن والذي يشكل أهمية لدى الكنيسة الأرثوذكسية ككنيسة محلية ووطنية.

 

إن تطوير وتحديث القوانين الكنسية وتحديث آداء المحاكم الكنسية هو من أولويات الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية وذلك لضمان العدالة للعائلة كركن أساسي من أركان المجتمع، وللمحافظة على الأسرة المسيحية، لضمان إستمرارية الوجود المسيحي في بلادنا المقدسة، لذا قام صاحب الغبطة بإصدار توجيهاته للتركيز على ضرورة الإرتقاء بالقضاء الكنسي من خلال الإستعانة بقضاة مدنيين لهم الخبرة العملية ويتمتعون بمهنية واحترافية في هذا المجال من أجل الحفاظ على مكانة ودور المؤمنين للإرتقاء بعمل المحاكم الكنسية دون المساس بالدور الكهنوتي. فبدأت الكنيسة بتهيئة المحاكم لمرحلة ما بعد تطبيق وتفعيل القوانين الكنسية المحدثة التي بصدد إعتمادها، ومن أهمها تحديد الفترات الزمنية لإجراءات التقاضي في المحاكم للتسيهل على المؤمنين.

 

وكانت باكورة هذه التطورات تفعيل مكتب البيت المسيحي في دار المطرانية / عمان والذي يتشكل من آباء روحيين وأطباء ومختصيين في علم النفس والإرشاد الأسري والإجتماعي، والذي يهتم بدراسة الحالات الأسرية وحلها بطريقة روحية وعلمية، مما سيجعل من هذا المكتب ذراعاً مهماً للكنيسة ولمحاكمها من منطلق تخفيف العبىء على المحاكم الكنسية من الجانب الرعائي والإجتماعي ولتتمكن من تطبيق القانون بشكل دقيق وضمن مدة زمنية محددة.

 

وهنا جاء دور صاحب السيادة المطران خريستوفوروس مطران الأردن للروم الأرثوذكس بتنفيذ وتطبيق توجيهات صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة من خلال لقاءآته مع كافة الجهات الرسمية والحكومية والبرلمانية والقضائية لترجمة هذه الرؤى على أرض الواقع. حيث دعى سيادته قضاة المحاكم الكنائسية الحاليين والجدد لإجتماع أكد خلاله على أهمية العمل ضمن فريق واحد وضمن إستراتيجية وآلية عمل موحدة لقيادة دفة المحاكم الكنائسية للوصول إلى تطلعات غبطته. وثمن سيادته خلال الإجتماع الجهود التي بذلها القضاة الإكليريكيين خلال الفترة السابقة وأشار لعدم الإكتراث بأي إشاعات او أقاويل تؤثر على مسار الكنيسة ونهضتها. وللتخفيف من الأعباء الملقاه على عاتق الأباء الكهنة وللحفاظ على توافق عملهم الرعائي والقضائي فقد قام سيادته بتشكيل هيئات قضائية لمحكمة الإستئناف الكنسية في الأردن وفلسطين بالإضافة إلى تشكيل هيئتين قضائيتين للمحكمة البدائية الكنسية في الأردن برئاسة قدس الأرشمندريت ايرنموس لتسريع إجراءات التقاضي وللحد من الأثار التي تسببت بها جائحة “كورونا” من تأخير النظر في الدعاوي نتيجة الحجر.

 

وفي ختام الإجتماع شدد سيادته على أن الوصاية والرعاية الهاشمية للمقدسات المسيحية والإسلامية ورسالة بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية هما صمام الأمان لإستمرارية الوجود المسيحي وهويته في بلادنا المقدسة ببعدها الشرقي الرومي الأرثوذكسي العربي.